بدر وذو الحليفة

   بدر :
    بئر مشهور بين مكة والمدينة، أسفل وادي الصفراء كانت بها الوقعة المشهورة، التي أظهر الله بها الإسلام، وفرق بين الحق والباطل، في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة.
    ووقعت غزوة بدر الكبرى في 17 رمضان سنة 2 هـ، بين المسلمين ومشركي مكة وهي اول معركة يخوضها المسلمون ضد الكفار، في جيش منظم، وتعتبر أهم وقائع الاسلام، وكان انتصار المسلمين فيها انتصاراً للاسلام وانكسرت بها شوكة قريش.
    وتقع مدينة بدر على الطريق الذي يربط مدينة جدة بالمدينة المنورة، على مسافة 153 كلم جنوب غرب المدينة المنورة، وعلى مسافة 343 كلم شمال مكة ، ومدينة بدر هي مركز وادي الصفراء على مفترق الطرق بين مكة وجدة وينبع.
    ومدينة بدر اليوم هي مركز لمنطقة بدر وتقع في سهل منبسط يحدها من الجنوب والغرب جبال بدر، ومن الشمال الغربي كثيب (الحنان) الذي يتكون من رمال دقيقة متماسكة على هيئة كثيب رملي، ومن الشمال الشرقي سلسلة جبال (الصدماء) ومن الشرق جبل (الدقيقة) وهذه السلسلة عبارة عن صخور بركانية في وسط المدينة يشاهد مسجد العريش، وهو مسجد جميل بني في نفس المكان، الذي كان به عريش المصطفى (ص)، حيث نزل الرسول (ص) والمسلمون في وادي الصفراء، واشار (سعد بن معاذ) الى بناء هذا العريش حيث كان يجلس عليه رسول الله (ص) ويراقب المعركة، ويمكن كذلك ان يرى الانسان (العدوة الدنيا) ويمثلها كثيب (الحنان) المرتفع جنوب المدينة حيث نزل المسلمون فيه، وهو ارض رخوة لاماء فيها، ويشاهد (العدوة القصوى) وأمامها كثيب (العقنقل) الذي عسكرت فيه قريش، وهو في الشمال الغربي من بدر بجوار جبل (كراش) وكان محل نزولهم صلباً حيث الماء واشجار السَّلَم، وكانت العير خلف المشركين بقيادة ابي سفيان، ويشاهد كذلك (القليب) الذي القي فيه قتلى المشركين، وفي هذا المكان امر رسول الله (ص) بدفن 24 رجلاً من صناديد قريش من جملة قتلى المشركين الذي بلغ عددهم 70 رجلاً، وفي مكان آخر يستطيع الزائر ان يقف على مقابر شهداء بدر، وهو محاط بسور داخل مقبرة بدر وعددهم 14 شهيداً، 6 من المهاجرين، و8 من الانصار دفنوا في ارض المعركة.

    ذو الحليفة :
    قرية صغيرة تقع بوادي العقيق (عقيق المدينة)، عند سفح جبل عير الغربي على طريق المدينة - مكة، وبينها وبين المدينة ستة أو سبعة أميال، أي حوالي ثمانية أو تسعة كيلو مترات، وفيها مسجدان: مسجد الشجرة الذي هو محرم الحاج، ومسجد المعرس ويقع يسرة مسجد الشجرة في الموضع الذي كان رسول الله (ص) عرس به - التعريس: النزول في آخر الليل - عند ظهوره من بطن الوادي، أي في آخر ذي الحليفة عند مصعد البيداء. وتعرف قرية ذي الحليفة الآن بـ (أبيار علي)، وهي وسط بين طريق المدينة - مكة القديم الخارج من باب العنبرية مارا بمحطة قطار الحجاز - الشام، وطريق المدينة - مكة السريع الخارج من ميدان مسجد قبا، يتفرع لها من كل طريق من الطريقين المذكورين طريق خاص.