• الموقع : حملة مركز الإمام الخوئي - نيويورك .
        • القسم الرئيسي : التفاصيل العامة : .
              • القسم الفرعي : من ذاكرة التاريخ .
                    • الموضوع : حجة الوداع: البلاغ وخطبة النبي (ص) .

حجة الوداع: البلاغ وخطبة النبي (ص)

    حجة الوداع
  وبدأ (ص) بالطواف قبل الصلاة، ثم خطب قبل التروية بيوم، ويوم عرفة دعا المسلمين في خطبته إلى الإخلاص لله، والنصيحة لأئمة الحق، واللزوم لجماعة المؤمنين، ووقف عند زمزم وأمر احد المسلمين ان يعلن بأعلى صوته أن رسول الله يقول: ((لعلكم لا تلقوني على مثل حالي هذه)) (1) ثم خطب مؤكداً على:
  1 - تقوى الله والنهي عن الفساد واداء الامانة.
  2 - تقديم الاعمال الصالحة على الانساب.
  3 - إلغاء كل ما بقي من الجاهلية كالثأر والربا والنسيء.
  4 - تعميق علاقات الاخاء والغاء الفوارق الطبقية والعنصرية.
  5 - استخدام الرحمة مع النساء (2).
  ثم قال (ص): لا ترجعوا بعدي كفاراً مضلين يملك بعضكم رقاب بعض، اني قد خلفت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) (3).
 
  المصادر:
  --------
  (1) اليعقوبي، تأريخ اليعقوبي ج 2 ص: 110.
  (2) راجع خطبة الرسول (ص) في الكامل في التأريخ ج 2 ص: 302.
  (3) اليعقوبي، تأريخ اليعقوبي، ج 2 ص: 111.
   


    البلاغ
  وكان أوائل القوم قريباً من الجُحْفة، فأمر رسول الله أن يُردّ من تقدّم منهم، ويُحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سَمُراتٍ (1) خَمْسٍ متقاربات، دَوْحات عظام، أن لاينزل تحتهنّ أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم، فقُمّ ما تحتهنَّ، حتى إذا نودي بالصلاة - صلاة الظهر - عمد إليهنَّ، فصلى بالناس تحتهنّ، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه، من شدّة الرمضاء، وظُلِّل لرسول الله بثوبٍ على شجرةِ سَمُرةٍ من الشمس، فلما انصرف صلى الله عليه وآله من صلاته، قام خطيباً وسط القوم (2) على أقتاب الإبل (3)، وأسمع الجميع، رافعاً عقيرته، فقال:
 
  الهوامش:
  --------
  (1) سَمُرات جمع سَمُرة: شجرة الطلع.
  (2) جاء في لفظ الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/106 وغيره.
  (3) ثمار القلوب: ص 636 رقم 1068، ومصادر أخر.
   
    خطبة النبي (ص)
  الحمد لله، ونستعينه، ونؤمن به، ونتوكّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضلّ، ولا مَضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
  أما بعد: أيّها الناس، قد نبّأني اللطيفُ الخبير أنّه لم يُعمّر نبيٌّ إلا مثلَ نصفِ عمر الذي قبله، وإني أُوشِك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟
  قالوا: نشهد أنك قد بلّغتَ ونصحت وجاهدت فجزاك الله خيراً.
  قال: ألستم تشهدون أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ، وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ الساعة آتية لاريب فيها، وأنّ الله يبعثُ من في القبور؟
  قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم.
  قال: فإني فَرَطٌ (1) على الحوض، وأنتم واردون عليّ الحوض، وإنّ عرضه ما بين صنعاءَ وبُصْرى (2)، فيه أقداحٌ عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلّفوني في الثَّقَلَين (3).
  فنادى منادٍ: وما الثَّقَلان يارسول الله؟
  قال: الثَّقَل الأكبر كتابُ الله، طرفٌ بيد الله عز وجل، وطرفٌ بأيديكم، فتمسكوا به لاتضلّوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا علَيّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربي، فلا تَقدموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا.
 
  الهوامش:
  --------
  (1) الفَرَط: المتقدّم قومه على الماء، ويستوي فيه الواحد والجمع.
  (2) صنعاء: عاصمة اليمن اليوم، وبُصْرى: قصبة كورة حوران من أعمال دمشق.
  (3) الثَّقَل: كل شيء خطير نفيس.
 


  • المصدر : http://www.alkhoeihaj.us/subject.php?id=171
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28