• الموقع : حملة مركز الإمام الخوئي - نيويورك .
        • القسم الرئيسي : التفاصيل العامة : .
              • القسم الفرعي : من ذاكرة التاريخ .
                    • الموضوع : حجة الوداع: غدير خم ونزول الوحي .

حجة الوداع: غدير خم ونزول الوحي

    غدير خم ونزول الوحي
  خرج النبي (ص) من مكة متجهاً إلى المدينة ومعه تلك الوفود التي لم تشهد لها مكة نظيراً في تاريخها الطويل يوم ذاك، ولما انتهى إلى مكان قريب من الجحفة بناحية رابغ (1) ووصل إلى غدير خُمِّ من الجحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنييِّن والمصريِّين والعراقيِّين، وذلك يوم الخميس (2) الثامن عشر من ذي الحجة، نزل اليه جبرئيل الأمين عن الله تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ} الآية (3) وأمره أن يقيم علي بن أبي طالب عَلَماً للناس، ويبلِّغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، حيث أنزل الله تعالى - قبل ذلك - في ولاية علي (ع) قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (4).
  ولم يكن بوسع النبي (ص) تبليغ ذلك نظراً للظروف الصعبة التي كانت تحيط به ولمّا حان الأوان لتبليغ ذلك في غدير خم أمَرَ الله سبحانه رسوله بالتبليغ والاعلان عن ذلك، وفي الآية اشارة الى أن الله قد أمر نبيّه بتبليغ أمر هام الى الناس، فضاق النبّي (ص) به ذرعاً ، لأنه كان ثقيلاً على قومه، فتريث (ص) يتحيّن الظرف المناسب لاعلان ذلك الأمر، ولكن الله سبحانه شاء أن يعلن هذا الأمر في هذا الوقت المناسب وقد أمر نبيّه بتبليغه للناس وأخذ سبحانه على نفسه انجاح هذا الأمر وحماية رسوله وعصمته من الناس، وقد بلغ هذا الأمر من الأهمية حدّاً يوازي تبليغ الرسالة كلها بحيث إذا ترك تبليغه فكأنما ترك تبليغ جميع الأحكام(5).
   المصادر:
  --------
   (1) سيرة المصطفى - هاشم معروف الحسني - ص 693.
  (2) هو المنصوص عليه في لفظ البراء بن عازب، وبعض آخر من رواة حديث الغدير.
  (3) سورة المائدة: 67.
  (4) سورة المائدة: 55.
  (5) انظر نظم الدرر، البقاعي ، ج2 ص :502 ، البحر المحيط ، ابو حيان ، ج4 ص :321، مراح لبيد ، الجاوي، ج1 ص : 282، تفسير غرائب القرآن، النيسابوري ، ج2 ص:616 - 617، تفسير الكاشف، محمد جواد مغنيّة، ج 3 ص: 96-97.
   
    مسير القافلة إلى مكة
  أصبح النبي صلى الله عليه وآله يوم الأحد بمنطقة ملل، ثم راح فتعشّى بشرف السيّالة، وصلّى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعِرْق الظُّبْية (1)، ثم نزل الروْحاء، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمُنْصرف (2)، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشّى وتعشّى به، وصلى الصبح بالأثاية (3)، وأصبح يوم الثلاثاء بالعَرْج (4)، واحتجم بلَحْيِ جَمَلٍ (5) - وهو عقبة الجُحْفة - ونزل السُّقْياء (6) يوم الاربعاء، وأصبح بالأبْواء (7)، وصلّى هناك، ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجُحْفة، ومنها إلى قُدَيْد (8) وسَبَتَ فيه، وكان يوم الأحد بعُسْفان (9)، ثم سار فلما كان بالغَميم (10) اعترض المشاة، فصُفّوا صفوفاً، فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا بالنسَلان - مشي سريع دون العدو - ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الإثنين بمَرِّ الظهْران، فلم يبرَحْ حتى أمسى، وغرُبت له الشمس بسَرِف (11)، فلم يصلِّ المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى الى الثَّنِيَّتين (12) بات بينهما، فدخل مكة نهار الثلاثاء الخامس من ذي الحجة (13).
  الهوامش:
  --------
  (1) عرق الظبية: موضع على ثلاثة أميال من الروحاء، به مسجد رسول الله (ص). معجم البلدان: 3/58.
  (2) المُنْصرف: موضع بين مكة وبدر، بينهما أربعة بُرُد. معجم البلدان: 5/211.
  (3) الأثاية: موضع في طريق الجُحفة، بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخاً. معجم البلدان: 1/114.
  (4) العَرْج: قرية في وادٍ من نواحي الطائف، بينها وبين المدينة ثمانية وسبعون ميلاً. معجم البلدان: 4/98.
  (5) لَحْي جمل: هي عقبة الجُحفة على سبعة أميال من السقياء. معجم البلدان: 5/15.
  (6) السُقْياء: قرية جامعة من عمل الفُرع، بينها مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلاً. معجم البلدان: 3/228.
  (7) الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. معجم
  البلدان: 1/79.
  (8) قُدَيْد: اسم موضع قرب مكة. معجم البلدان: 4/313.
  (9) عُسفان: قال السكري: عَسفان على مرحلتين من مكة على طريق المدينة والجحفة على ثلاث مراحل.
  معجم البلدان: 4/122.
  (10) الغميم: قال نصر: الغميم موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة. معجم البلدان: 4/214.
  (11) سَرِف: موضع من مكة على عشرة أميال، وقيل: أقل وأكثر. معجم البلدان: 3/212.
  (12) الثَّنِيَّتان: مثنى الثنيّة، وهي طريق العقبة، أو العقبة، والثنيّة: الطريقة في الجبل كالنقب.
  (13) الإمتاع للمقريزي: ص 513 - 517، سيرة المصطفى - هاشم معروف الحسني - ص 684 - 692.
   
 


  • المصدر : http://www.alkhoeihaj.us/subject.php?id=170
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29